الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

''الفيفا'' في مأزق ومصداقيتها ضربت في الصميم

http://www.bbc.co.uk/blogs/thereporters/mihirbose/blatter_get_438.jpg


اصبحت الاتحادية الدولية لكرة القدم في مأزق حقيقي ضرب مصداقيتها في الصميم على الصعيد العالمي، بعدما وقفت مختلف وسائل الإعلام الدولية من آسيا إلى أمريكا مرورا بالقارة العجوز عن فضائح المصريين في تعاملهم مع المنتخب الجزائر منذ وصوله إلى القاهرة.
تساؤلات عديدة يطرحها ليس فقط الشارع الرياضي الجزائري والعربي، وإنما الكثير من الخبراء والمختصين الكرويين بمختلف أنحاء المعمورة، عن الدوافع التي جعلت هيئة السويسري جوزيف بلاتير تبرمج مباراة الخضر بملعب القاهرة يوم السبت الماضي في ظروف صعبة أكدتها شهادات عدد من الإعلاميين الأوروبيين الذين تنقلوا لتغطية الحدث.
ورغم نجاح الاتحاد الجزائري في جمع الأدلة الدامغة بالصورة والصوت، وكذا معاينة ممثلي الفيفا بالقاهرة للمصابين، وحجم الأضرار المعنوية التي لحقت بالمنتخب الوطني، إلا أن الاتحاد الدولي ناور في تطبيق المادتين 65 و66 من قانون العقوبات، والذي يؤكد على تحمّل مسؤولية البلد المضيف لكل الجوانب الأمنية وراحة الخصم لحظة وصوله المطار وإلى غاية ركوبه الطائرة.
وإذا كانت الهيئة الدولية أرادت التنصّل من المسؤولية، من خلال الاكتفاء بتوجيه إنذار للمصريين ومطالبتهم بتقديم ضمانات كتابية يوقعها مسؤول رسمي في الدولة، تحمي بموجبه السلطات المصرية المنتخب الجزائري وأنصاره قبل وخلال وبعد المباراة، إلا أن الفيفا تغاضت عن الأحداث التي وقعت خارج وداخل ملعب القاهرة، وكادت تطوي الملف نهائيا لولا بيانها لنهار أمس، الذي تؤكد فيه بأنها تتابع باهتمام التطورات وتدرس بتمعن التقارير الصادرة من المحافظين والرسميين. بمعنى أن الفيفا لن تلجأ إلى ما بثته وسائل الإعلام المحايدة كالتلفزيونات الأوروبية والتقارير الصحفية التي نشرت في أمريكا واليابان وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا.
ماذا قال مبارك لبلاتير؟
ويقول بعض العارفين بالملف بأن رئيس الجمهورية المصري حسني مبارك تحدث هاتفيا مع جوزيف بلاتير ليلة لقاء القاهرة، ولم تتسرب أخبار عن فحوى هذا الحديث الهاتفي الذي أفضى في ختامه إلى الاكتفاء بتوجيه الإنذار الثاني للمصريين الذين عجزوا عن التحكم في مجموعة من ''المناصرين'' رشقوا حافلة ''الخضر'' بالقرب من الفندق، ويؤكدون قدرتهم على التحكم في مباراة بثمانين ألف مناصر.
وأصبح جليا بأن الهيئة الدولية، ورغم ما قيل عن وزنها السياسي في الخريطة العالمية، تتلاعب بالقوانين هي الأخرى، تعاقب البلدان ''الضعيفة'' كالبلدان الإفريقية أو تلك الموجودة في أسفل أمريكا الجنوبية وآسيا، وتغازل البلدان الغنية قصد الحفاظ على نوع من المصالح الإستراتيجية في تلك المنطقة من منظور اللوبي الأمريكي اليهودي، الذي يبقى تواجده في منطقة الشرق الأوسط أكثر من مهم، وبالتالي مساندة الدولة المصرية في اجتياز امتحان كروي يوصلها إلى المونديال، لاستغلال ذلك سياسيا على الصعيد الداخلي في مصر السنة المقبلة.
هاني أبوريدة يضغط على ''الفيفا'' لإجراء اللقاء دون جمهور
بعدما وقف المصريون على التنقل الهائل للجمهور الجزائري إلى العاصمة السودانية، وتسخير الدولة الجزائرية لكل الإمكانيات البشرية والمادية لنقل وحماية أكثر من عشرين ألف مناصر، أصبح المصريون يخشون ما يسمونه ''الانتقام الجزائري'' لما حدث في القاهرة. وسارع الاتحاد المصري إلى شحن أعضاء الفيفا عن طريق هاني أبوريدة، عضو الاتحاد الدولي لكرة القدم، قصد الضغط على بلاتير ومساعديه لتقرير إجراء المباراة دون جمهور، أو منع بيع حصة الجمهور السوداني في السوق السوداء.
والظاهر أن المصريين وقعوا في أزمة كانوا يظنون بأن سفرية الخرطوم ستكون بالنسبة لهم كسفرية أسوان يلعبون أمام مدرجات كلها مصرية، بحكم أن السودان كان بلدا تحت الوصاية المصرية، غير أن بث التلفزيون الجزائري صور الحشود الجماهيرية الجزائرية التي تنقلت للخرطوم، جعلهم يخشون ليس فقط على تراجع أنصارهم في السفر من القاهرة إلى السودان، وإنما على تردد المصريين المقيمين بالخرطوم في التوجه لمؤازرة الفراعنة، سيما وأن الشارع السوداني أصبح ملغما عن آخره.
ولعل نشر الفيفا لبيانها أمس، مؤشر واضح عن تحركات المصريين تجاه هذه الهيئة التي اكتشفت في نهاية المطاف أنها أخطأت في اختيار بلد مثل السودان لإجراء المباراة الفاصلة، وكان عليها تحمّل مسؤولياتها كاملة وتختار بنفسها البلد المضيف للمباراة دون استشارة البلدين حتى ولو كان في القارة الأمريكية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق